أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

العين

تعريف العين

[هو نظر باستحسان أو بغض فتنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعيون فيحصل الضرر ونفس العائن لايتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء، فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره] زاد المعاد (ج4، ص149).
العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين وقد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منالحاسد فقال تعالى: "وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"(سورة الفلق: 5).
فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائن
فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه أثرت فيه وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما رُدَّت السهام على صاحبها.
تعريف الحسد:
هو تمني زوال النعمة عن صاحبها أياً كانت تلك النعمة، وهو صفة ذميمة لأنه من صفات إبليس ومن صفات اليهود ومن صفات شرار الخلق قديما وحديثا؛ ولأنه عدم رضا بقسمه الله عزوجل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه أمراض القلوب:
والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود. وهو نوعان:
أحدهما: كراهة للنعمة عليه مطلقًا، فهذا هو الحسد المذموم وإذا أبغض ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضًا في قلبه ويلتذ بزوال النعمة عنه وإن لم يحصل له نفع بزوالها لكن نفعه بزوال الألم الذي كان في نفسه ولكن ذلك الألم لم يزل إلا بمباشرة منه وهو راحة وأشده كالمريض فإن تلك النعمة قد تعود على المحسود وأعظم منها وقد يحصل نظير تلك النعمة ما أنعم به على النوع ولهذا قال من قال إنه تمنى زوال النعمة فإن من كره النعمة على غيره تمنى زوالها.
والنوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه، فيجب أن يكون مثله أو أفضل منه فهذا حسد وهو الذي سموه: الغبطة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسدًا في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما قال: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالا وسلّطه على هلكته في الحق) هذا لفظ ابن مسعود ولفظ ابن عمر: (رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه).
الفرق بين العين والحسد
العاين والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء. فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه.
فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضًا. ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه وربما أصابت عينه نفسه فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين
[العين جزء من الحسد والحاسد أعمّ من العائن لذا كانت الإستعاذة منه إستعاذة من العائن] زاد المعاد (ج4، ص149).
حقيقة العين والحسد والأدلة عليهما
للعين والحسد حقيقة ووجود وأدلة ثابتة من القرآن والسنّة وعند الأمم السابقة وفي واقعنا أدلة كثيرة على ذلك.
الأدلـة من القرآن:
"وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ ‏لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)" (سورة القلم: 51- 52).
قال جماعة من المفسرين: أي ليصيبوك يامحمد بأعينهم ويصرعونك ويزيلونك (تفسير البغوي: ج1، ص201).
الأدلة من السنّة:
قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (استعيذوا بالله من العين فإن العين حق) (صحيح الجامع: 938)
وقوله: (العين حقّ ولو كان شئ سابق القدر سبقته العين وإذا استُغسِلتُم فاغسلوا) (مسلم: 5666)

الأدلة من واقعنا:
وقائع وقصص كثيرة وأذكر قصة صغيرة حدثت لبعض من يأتي للعلاج عندنا [إمرأة زارت أناساً فرأت إبنتهم ونظرت إلى شعرها وامتدحته فبعد أن خرجت أصبح ذلك الشعر الجميل الطويل يسقط خُصَلاً خُصَلاً] وما أكثر مثل هذا.
أنواع العين وتأثيرها
قسّم الإمام ابن القيِّم العين إلى عينين: إنسية وجنية (زاد المعاد: ج4، ص 149)، وأزيد عليها عين قد تقع من بعض الحيوانات.

أولاً: العين الإنسية

تقع من أعين الناس بالنظر وإبصارهم للشيء، فقد يكون بسبب نظر العين نفسه، وقد يكون بغير النظر كالكلام والوصف وتخيل وتذكر الموصوف بالسماع والتفكر أو الإحساس باليَّد أو بالشّم فتكون هذه الحواسّ أدوات تصوّر لتلك النفس ولتلك الروح حالة الموصوف فتؤثر تلك الروح في الموصوف حسب خبثها وقوَّتها.

ثانيًا: العين الجنّية
العين والحسد اللذان تقعان من الجـن، فقد صح عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال: (استرقوا لها، فإن بها النظرة).

قال الحسين بن مسعود الفراء: وقوله: سفعة. أي نظرة، يعني: من الجن، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يتعوذ من الجان، ومن عين الإنسان) (زاد المعاد: ج4، ص149).
وكم من الناس قد أصيب بأعين الجان وحسدهم.
قال ابن القيّم: و قوله تعالى: "وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)" (الفلق: 5) يعم الحاسد من الجن والإنـس، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته كما قال تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا" (فاطر: 6) ولكـن الوسواس أخـص بشياطين الجــن والحسد أخص بشياطين الإنس، والوسواس يعمهما كما سيأتي بيانهما. والحسد يعمهما أيضاً. فكلا الشيطانين حاسد موسوس. فالاستعاذة من شرالحاسد تتناولهما جميعاً . (بدائع الفوائد: ج2، ص371)
ثالثاً: أعين الحيوانات:
بعض الحيوانات تصيب الناس بأعينها ونظرها وتؤثر وقد تقتل بها.
قال الإمام ابن القيّم: وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك ، فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين، ومنها ما تؤثر في طمس البصر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأبتر [ذنبه قِصَيرِ] وذي الطفيتين [على ظهره خطَّين أسودين] . من الحيات: "إنهما يلتمسان البصر (تعمِي)، ويسقطان الحبل"(الجنين) (زاد المعاد: ج4، ص149).
وقد روي عن ابن عباس أن (الكلاب من الجن وهي بقعة الجن فإذا غشيتكم فألقوا لها بشيء فإن لها أنفسا يعني أعينًا) (التمهيد: ج14، ص229).
ومن واقعنا وجدنا إصابات لبعض الناس من نظرات القطط خاصة وغالباً يحدث ذلك وقت الطعام حيث تكون جائعة وتنظر إلى كلِّ لقمة يرفعها ذلك الشخص إلى فمه فتحدث بعض الإصابات من ذلك ولو أْنه إعطاها ما يدفع عنها الجوع لكان حسناً.

قوة العين والمجالات التي تؤثر فيها

للعين والحسد قوة لا يمكن أن يحصرها أحد بمقياس وحتى المجالات التي يؤثران فيها كذلك.
قوة العين والحسد:
للعين والحسد قوة خارقة لا يصدّقها كثير من الناس فقد تهد الجبل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العين حقّ، تستنزل الحالقَ)أي: تسقط الجبل العالي (صحيح الجامع: 4146) وقد ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله قصة رجل أصاب بعينه عمارة بمدينة الرياض فسقطت من وقتها  وقد تقتل العين (بالحوادث- الانتحار- جلطات ... الخ) وتصرع وتصيب بالشلل والجنون ... الخ.
وللعين سرعة في الإتلاف كما ذكرنا في قصة العمارة وكما جاء في الحديث أنها أسرع شيء بعد القدر ومن سرعة وصولها إلى الشيء أنه قد يتحدث إثنان بالهاتف أحدهما بالمشرق والآخر بالمغرب فيصيب أحدهما الآخر لأمر أعجبه أو أغاظه فيصاب الآخر في نفس اللحظة مع بعد المسافة.
ومن قوة العين طول بقائها فقد تلازم الشخص أو الشيء سنين عديدة، فقد رأيت بنفسي امرأة لازمتها العين من الشهر الثاني من عمرها إلى أن بلغت الثلاثين عاماً حتى شفيت بعدها والحمد لله.
ومن قوّتها: شمولها فقد تشمل كل الأسرة وقد تنتقل إلى المواليد على شكل أمراض وكم قرأنا على طفل كان أصل العين في أمه فعندما قرأنا على أمه شفي وشفيت أمه.

المجالات التي تؤثر فيها العين والحسد:
تؤثران في جميع المجالات دينية أو دنيوية، حسية أو معنوية وألخص تأثير بعضها في الآتي:
  • العقول: الذكاء- الحفظ- التركيز- الفهم والإستيعاب- الدراسة ... الخ.
  • الرزق: المال- طرق الكسب- الوظيفة والمركز ... الخ.
  • الجمال: الشعر- الوجه- اللون والبشرة- الجسد ... الخ.
  • الدين: القرآن- العبادات- خشوع- الإستقامة ... الخ.
  • الأخلاق: حياء- صدق- أدب- مكارم الأخلاق- تواضع- طيبة ... الخ.
  • الحياة الزوجية والأسرية: سعادة الأسرة عموماً والنفور بين الأزواج- الحمل والولادة وسقوط الأجنة- تربية وبرّ الأبناء ... الخ.
  • الأعمار: طول الأعمار- نسبة العمر إلى المظهر- تقتل (تدخل الرجل القبر).
  • الأجساد: القوة والنشاط والسرعة-الصحة والعافية- المهارات- الطبخ... الخ.
  • الحيوانات: [تدخل الجمل القدر]، تسقط الطير- تميت وتمرض ... الخ.
  • النباتات والأشجار والثمار: تتلف- تحرق- تذبل وتميت-الخ.
  • الجمادات: السيارات- الأجهزة بأنواعها- أدوات الزينة للنساء (حلي ونحوه).

شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

Enregistrer un commentaire